الاثنين، 24 يونيو 2013

كيف يتم رصد الزلازل في المغرب؟

كيف يتم رصد الزلازل في المغرب؟
بداخل بناية سفلية لا تتعدى مساحتها ألف متر مربع، توجد عدة آلات حساسة ودقيقة، قديمة وحديثة، مرتبطة بجميع مناطق المغرب عبر أسلاك الهاتف والأقمار الصناعية. فما إن تحدث هزة أرضية بأبعد نقطة من البلاد حتى تشرع هذه الآلات، في الرباط، في تسجيل مكان الهزة وقوتها وحتى سببها.. هنا مرصد الزلازل التابع للمعهد الوطني للجيوفزياء.
"كل شيء على ما يرام"، قال ناصر جبور، رئيس مصلحة المراقبة الزلزالية، وهو يتفحص بعينيه الخطوط المستقيمة المرسومة على أسطوانات التسجيل "سيزموغرام"، بداخل غرفة "منظومة المراقبة".
تتكون منظومة المراقبة من أزيد من 30 أسطوانة مرتبطة بمحطات رصد متفرقة على مستوى التراب الوطني، لا تتوقف عن الدوران حول نفسها ليل نهار. الريشات الرقيقة التي تخط بمرونة -ودون انقطاع- أسطرا مستقيمة على الورق الملفوف حول أسطوانات التسجيل، تقوم بدورة كاملة حول الأسطوانة كل 15 دقيقة. ارتباطها بأجهزة حساسة للاهتزاز يجعلها في تأهب دائم لتغيير الخط المستقيم ليصبح خطوطا منعرجة بمجرد استشعار أجهزة رصد الزلازل لوقوع هزة أرضية في مكان ما من المملكة.
"هناك 31 محطة رصد موزعة على كافة التراب الوطني، وكل محطة مرتبطة بإحدى المحطات الجهوية التي تقوم بإرسال الإشارات إلى هذه المحطة المركزية.."، يشرح جبور موضحا أن المرصد مرتبط أيضا بأزيد من 10 محطات رصد متواجدة بمحيط المغرب كإسبانيا والبرتغال وبعض دول إفريقيا والمحيط الأطلنتي وحتى أمريكا.
"الاستعانة بمحطات مراقبة الزلازل العالمية تنفعنا في تحديد قوة الزلزال وبؤرته بدقة"، يضيف جبور موضحا أن المعهد الوطني للجيوفزياء بصدد تحيين منظومة المراقبة، وذلك بإستعمال آلات رصد إلكترونية حديثة عوض تلك القديمة.
فوق الواجهة الزجاجية لغرفة منظومة المراقبة، علقت شاشتان كبيرتان. إحداهما تظهر خريطة العالم بها نقط ودوائر موزعة على كافة أرجاء الخريطة، تشير حسب جبور إلى بؤر الزلازل التي تم تسجيلها إلى حد الآن.
أما الشاشة الثانية فتظهر  خطوطا أفقية متحركة حسب الزمن، يقول رئيس المصلحة إنها مرتبطة بشبكة من أجهزة الرصد الزلزالي الموزعة في جميع أنحاء العالم، والتي تعمل على مدار الساعة لتسجيل ودراسة الزلازل.
ويشرح ناصر جبور أنه، وبفضل هذه الشبكة، يمكن تسجيل الزلزال بعد ثواني فقط من وقوعه، مضيفا أن الزلازل الكبيرة يمكن أن تسجلها جميع أجهزة الرصد الزلزالي في العالم.
كيفية رصد الزلازل
"الزلازل هي عبار ة عن هزات أرضية تصيب قشرة الأرض وتنتشر في شكل موجات خلال مساحات شاسعة منها. وتعاني قشرة الأرض دائما من الحركات الزلزالية نظرا لعدم استقرار باطنها إلا أن هذه الهزات لا نشعر بها في الغالب، ولا تحس بها إلا أجهزة الرصد"، يشرح المهندس الجيوفزائائي ناصر جبور مشيرا بيده إلى خريطة كبيرة، معلقة على إحدى جدران قاعة تحليل المعطيات، تظهر كافة محطات الرصد الموزعة على جميع جهات المغرب.
ويمضي المتحدث في شرحه للظاهرة ومسبباتها، حيث يقول: "تحدث الزلازل نتيجة سببين اثنين: إما بفعل حدوث تشقق وتكسر في قشرة الأرض بسبب اضطراب التوازن فيها، أو بسبب تحركات المواد الصخرية المنصهرة خلال قشرة الأرض أو أسفلها".
بواسطة الخريطة الكبيرة شرح لنا مسؤول مصلحة المراقبة الزلزالية أنه عندما تتعرض منطقة ما للزلزال، فإن طاقة تنبعث منه وتنطلق لتؤدي إلى تكوين ذبذبات قوية في الصخور تسري فيها على شكل موجات تكون عنيفة عند المركز السطحي للزلزال وتضعف كلما بعدت عنه. وأضاف أن أجهزة خاصة هي التي تقوم بتسجيل تلك الموجات على اختلاف قوتها ونوعها.
مستعينا برسوم توضحية وصور معلقة بسبورة حائطية، شرع جبور يشرح لنا كيف تعمل هذه الأجهزة الدقيقة.
"إنها عبارة عن أداة تسجيل ثابتة لرصد الحركات الأرضية تسمى بـ"السيزموميتر"، يتم دفنها تحت الأرض بعمق قد يصل إلى عشرات الأمتار، بحيث تشتغل ببطارية يتم شحنها بواسطة الطاقة الشمسية لضمان استمرارية عملها في كل الظروف"، وهنا يؤكد المسؤول على أن هذه الأجهزة يتم وضعها في مناطق بعيدة عن المدن أو الطرق أو السكك الحديدية حتى لا تشوش عليها الذبذبات التي تحدثها الحركة فوق الأرض.
هذه الأجهزة الدقيقة والحساسة، حسب المتحدث، تقوم بالتقاط الهزات الأرضية وتحويلها إلى إشارات ترسلها عبر هوائي (أنطين) إلى أقرب محطة جهوية لها، لتقوم هذه الأخيرة بإرسال نفس الإشارات إلى المحطة المركزية بالرباط إما بواسطة خطوط الهاتف أو عن طريق الأقمار الصناعية.
"ما إن تهتز الأرض بأبعد نقطة في المملكة حتى تلتقطها محطة الرصد الأقرب إليها فترسلها إلى المحطة الجهوية الأقرب كذلك، ثم تتولى هذه الأخيرة إرسالها إلى المحطة المركزية فتسجل عندنا هنا"، يتحدث جبور وهو يشير بأصبعه إلى "منظومة المراقبة" التي تضم 31 أسطوانة تحمل كل منها اسم محطة الرصد التي ترتبط بها.
وعن كيفية تحليل الإشارات التي يتم تسجيلها على أسطوانات السيزموغرام، يقول جبور "إن الأمواج الزلزالية تتحرك بسرعات مختلفة حيث تصل إلى السيزموغراف في أوقات متفاوتة، ففي باديء الأمر تصل الأمواج الأولية ثم تتبعها الأمواج الثانوية فتليها أمواج السطح، ويمكن التفريق بين الأنواع الثلاثة على ورقة السيزموجرام حيث نقوم بتحليل هذه الأمواج واستخلاص أكبر قدر من المعلومات منها ومعرفة موقع وقوة ووقت وعمق الزلزال".
المتحدث ذاته أشار إلى أن المرصد مرتبط بشبكة من أجهزة الرصد الزلزالي الموزعة في جميع أنحاء العالم، والتي تعمل على مدار الساعة لتسجيل ودراسة الزلازل، فبعد ثوان من حصول الزلزال تقوم محطات الرصد البعيدة بتسجيل الزلازل، إذ أن الزلازل الكبيرة يمكن أن تسجلها جميع أجهزة الرصد الزلزالي في العالم.
كيف تقاس الزلازل؟
يعتمد علماء الزلازل لقياس قوة الهزات الأرضية على مقياسين اثنين هما مقياس "ميركالي"، الذي اخترعه العالم الإيطالي جيوسيب ميركالي (1850- 1914)، ومقياس "ريشتر" أو "ريختر" نسبة للعالم تشارليز فرانسيس ريختر (1900-1985) الذي قام بصنعه.
لكن رئيس مصلحة المراقبة الزلزالية بالمعهد الوطني للجيوفزياء أكد أن المرصد يعتمد على مقياس "ريشتر" في الغالب لتحديد قوة الزلازل لكونه –حسبه- أكثر دقة من المقياس الثاني.
ويوضح ناصر جبور كلامه بقوله إن جهاز "ريشتر" يقوم بقياس الطاقة المنبعثة من بؤرة أو مركز الزلزال، بينما مقياس "ميركالي" يقيس فقط قوة الاهتزاز معتمدا على درجات تتراوح ما بين 1 و12.
وجهاز ريشتر عبارة عن مقياس لوغاريتمي مرقم من 1 إلى 9 درجات، حيث يكون الزلزال الذي قوته 7 درجات أقوى عشر مرات من زلزال قوته 6 درجات، وأقوى 100 مرة من زلزال قوته 5 درجات، وأقوى 1000 مرة من زلزال قوته 4 درجات وهكذا.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد الزلازل التي يبلغ مقياس قوتها من 5 إلى 6 درجات يقدر بحوالي 800 زلزال سنويا على مستوى العالم، بينما يقع حوالي 50.000 زلزال تبلغ قوتها من 3 إلى 4 درجات سنويا، كما يقع زلزال واحد سنويا تبلغ قوته من 8 إلى 9 درجات.
"مباشرة بعد تسجيل الهزة على ورق الأسطوانة، يقوم الخبراء بسحب الورقة ونقلها إلى غرفة تحليل المعطيات بغرض الاشتغال عليها لتحديد مكان وتوقيت الهزة وحساب قوتها.."، يشرح جبور مشيرا إلى أن هذه العملية توازي ما تقوم به الحواسيب بشكل آلي، مضيفا أن الخبراء يعمدون إلى إجراء الحسابات يدويا للتأكد من صحة المعلومات التي تصل إليها الحواسيب.
ما هو دور مرصد الزلازل؟
"بمجرد ما تهتز الأرض بمنطقة ما داخل المغرب، يشرع السيزموغراف المرتبط بهذه المنطقة في تسجيل الهزة، مصدرا إشارات صوتية لإثارة انتباه الأطر والتقنيين بداخل المرصد الذين يعلنون حالة طوارئ.."، يستطرد جبور مجيبا على سؤالنا عن الأجواء التي تعقب تسجيل زلزال داخل المرصد.
داخل غرفة تحليل المعطيات، توجد عدة هواتف ثابتة، واحد منها مخصص لاستقبال مكالمات المواطنين، أما الأخرى فمرتبطة بعدة وزارات وسفارات ومصالح إدارية مختلفة. هناك أيضا جهاز راديو مرتبط بمصالح الوقاية المدنية، الغرض منه حسب جبور، هو تخفيف الضغط على الخطوط الهاتفية في حالات الطوارئ. "فبعد حدوث أية هزة أرضية تتقاطر على المرصد مكالمات المواطنين إما من أجل الإخبار أو الاستفسار، مما يحتم علينا الإسراع في عملية تحليل البيانات المتعلقة بالزلزال للإجابة على أسئلة المواطنين..".
مباشرة بعد تحديد بؤرة الزلزال وقوته ومصدره، يقول جبور، يتم إسقاط إحداثيات البؤرة على خريطة كبيرة (معلقة بداخل غرفة تحليل المعطيات ومقسمة وفق التقسيم الإداري للمملكة)، بهدف تحديد الجماعة أو القيادة التي حدثت بها الهزة بدقة.
هنا تأتي مرحلة تدوين المعطيات المحصل عليها في إرسالية يتم توزيعها، عن طريق الفاكس، على مختلف المصالح الإدارية المكلفة بتدبير حالات الطوارئ، وكذا إلى وكالة المغرب العربي التي تتكلف بتعميم الخبر على وسائل الإعلام.
ولا يقتصر عمل المرصد عند هذا الحد، بل يؤكد جبور أن المعهد يحتفظ بالمعلوات المتحصل عليها ليقوم بتوظيفها في دراسات إحصائية لتوقع حدوث الزلازل ولو على المدى البعيد.
وأوضح المسؤول أن المعهد يوظف المعطيات الزلزالية في تحديد أماكن الخطر الزلزالي ودرجاته وخاصة في الأماكن النشطة زلزاليا، ويشمل ذلك رسم خرائط زلزالية لكل من النشاط الزلزالي، الحركات الأرضية، التدمير الزلزالي، التكرار الزلزالي، عدد الوفيات الناتجة من الزلازل و توزيعها الجغرافي و التدمير العمراني والخسائر الاقتصادية.
في ركن من أركان قاعة تحليل المعطيات، علقت خريطة تحمل عنوان: "خريطة الزلازل لشمال إفريقيا ما بين 1900 و2000"، وتظهر خريطة المغرب وحولها نقط سوداء كثيفة فوق منطقة الريف والحسيمة، وبحسب جبور فإنها تمثل عدد الزلازل التي تعرضت لها المنطقة خلال القرن الماضي، حيث بلغت 11 ألف هزة أرضية.
وعزا جبور تردد الهزات على منطقة الحسيمة الواقعة في سلسلة جبال الريف المصنفة ناشطة زلزاليا الى تقارب صفيحتين، الاولى إفريقية، والثانية أورو ـ آسيوية.
وعن أهمية الدراسات التي يقوم بها المعهد، أشار المتحدث ذاته إلى أن هذه المعطيات "تساهم في وضع كود بناء ودراسة وتقييم الاستراتيجيات المتبعة في التعمير للتقليل من أخطار الزلازل، و يدخل في ذلك إجراء قياسات ومعايير تخضع لها المنشئات والمباني لكي تكون مقاومة للزلازل وذات قدرة أكبر على الصمود، وهذا ما يقوم به المهندسون المدنيون بالتعاون مع علماء الزلازل".
 مرصد الزلازل في أرقام
يمتد المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني الذي تشرف عليه وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، على مساحة ضيقة لا تتجاوز ألف متر مربع. لكن المسؤول عن مصلحة المراقبة الزلزالية أكد أن هناك مشروعا لنقل المعهد إلى مقر جديد بمدخل مدينة العرفان (الرباط أكدال) مستقبلا، وذلك لتوسيعه لاستقبال باحثين جددا.
يعمل بالمعهد 8 مؤطرين و8 تقنيين، ليل نهار بدون انقطاع تحسبا لأي طارئ.
تتوفر المحطة المركزية على 31 محطة موزعة على التراب الوطني، غير أن المسؤول ذاته أشار إلى أنه في غضون السنتين القادمتين سيرتفع عدد المحطات المحلية إلى 50 محطة رصد.
تقوم الأسطوانة باللدوران حول نفسها كل 15 دقيقة، ويتم تغيير ورق التسجيل مرة كل 24 ساعة، حيث يحتفظ بها في أرشيف المعهد للرجوع إليه عند اقتضاء الأمر ذلك.
تكلف الاشتراكات في الأقمار الصناعية والخطوط الهاتفية، المعهد، ملايين الدولارات، بحسب جبور.
كرونولوجيا الزلازل في المغرب
عرف المغرب عدة زلازل عبر التاريخ، وكان أخطرها الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960 وكبدها أضرار بشرية ومادية، وكذا زلزال 1969 الذي ضرب كل البلاد وخلف عشرات القتلى و200 جريح، ثم الزلزال العنيف الذي هز مدينة الحسيمة في 24 فبراير 2004 وتسبب في مقتل وتشريد مئات السكان.
فيما يلي جرد لأهم الزلازل التي ضربت المغرب منذ عام 818 للميلاد حسب موسوعة المغرب الكبرى:
- 28 ماي 818م ضرب زلزال مريع ضفتي مضيق جبل طارق.
- أول دجنبر و30 منه عام 1079 دمر زلزالان عنيفان أبراجا ومنارات وبنايات فيما لقي العديد من الأشخاص مصرعهم تحت الأنقاض.
- العام 1276 تسبب زلزال قوي في تدمير مدينة العرائش مخلفا العديد من القتلى.
- شتنبر من العام 1522 ضرب زلزال عنيف المغرب تسبب في دمار مدينة فاس وفي خسائر بمدينة تطوان.
-26 يناير 1531 شعر سكان المغرب بوقع زلزال قوي.
- أول مارس 1579 دمر زلزال ضرب مدينة مليلية عشرات المنازل وجزء من سور المدينة.
-11 ماي 1624 دمر زلزال كارثي الجزء الأكبر من مدن تازة وفاس ومكناس.
-5غشت 1660 ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية مجددا وخلف خسائر مادية كبيرة.
- يوليوز 1719 شهدت المدن الساحلية المغربية زلزالا قويا دمر أيضا جزءا من مدينة مراكش.
-27دجنبر 1722 خلف زلزال مدمر خسائر جسيمة في المدن الساحلية المغربية.
-1731 دمر زلزال آخر مدينة أكادير.
-1و18 نوفمبر 1731 دمر الزلزالان اللذان ضربا مدينة لشبونة البرتغالية أغلب المدن الساحلية المغربية.
-15 أبريل 1757 دمر زلزال مدمر عدة بنايات بمدينة سلا المجاورة للرباط.
-12أبريل 1773 دمر زلزال عنيف مدينة طنجة تدميرا شبه كلي فيما انهارت عدة منازل بفاس فيما شعر سكان سلا بالهزة.
- غشت 1792 ضرب زلزال عنيف مجددا مدينة مليلية ودمر عددا من البنايات.
-11فبراير 1848 خلف زلزال عنيف خسائر جسيمة في مدينة مليلية وشعر به السكان في عدة مناطق بالمغرب.
-12و22 يناير 1909 دمر زلزال دواوير بقبيلة غمارة بضواحي مدينة تطوان، مخلفا مائة ضحية بين قتيل وجريح.
-4يناير 1929 تسببت هزة أرضية في خسائر بمدينة فاس وضواحيها.
-29 فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5.7 درجة على سلم ريشتر المفتوح مدينة  أغادير مخلفا 12 ألف قتيل وخسائر مادية قدرت آنذاك بـ290 مليون دولار.
-28 فبراير 1969 شعر سكان جل مناطق المغرب بوقوع زلزال قوي حدد مركزه بمدينة لشبونة البرتغالية غير أن الهزة بلغت قوتها القصوى بالساحل الأطلسي وحددت حصيلة الزلزال في حوالي عشرة قتلى و200 جريح.
-24 فبراير 2004 هزة عنيفة هزت مدينة الحسيمة بلغت قوتها 6,5 درجات على مقياس ريشتر، خلفت أزيد من 628 قتيل و926 بجروح بليغة وأزيد من 15230 بدون مأوى.
واهتزت الحسيمة عدة مرات كان أبرزها عامي 1910 و1927، وفي سنة 1994 شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوته 5.4، ونجم عن هذه الهزة الأرضية انهيار الآلاف من المنازل خصوصا في القرى والمداشر.
*منشور بيومية " أخبار اليوم المغربية"

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

إكتشافات حديثة : إكتشاف بقايا نهر ضخم على سطح الكوكب الأحمر

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية قبل عدة أيام عن إكتشاف بقايا نهر ضخم على سطح الكوكب الأحمر “المريخ” ..
و قد أكدت ذلك من خلال نشرها لسلسة صورة مذهلة جديدة تظهر بقايا واضحة لنهر ضخم كان يتدفق على سطح الكوكب منذ عصور بعيدة، و الذي يبلغ على نحو 900 ميل (أي ما يعادل 1500 كيلو متر) من خلال روافد عديدة، و التي يمكن رؤيتها بكل وضوح في الصور التي في الأسفل.
 و قد تم إلتقط هذه الصور من منطقة أخدود المخيخ أو Reull Vallis و تجميعها و نقلها بواسطة الكاميرا العلوية للمركبة الفضائية “مارس إكسبرس” التي تم إطلاقها من قبل في عام 2003 لإستكشاف سطح كوكب المريخ.
(صورة التي تم إلتقاطها بواسطة المركبة الفضائية “مارس إكسبرس”)
 و يعتقد العلماء في ناسا بإن هذه الآثار تمثل وجود مستويات جليدية و مياه قد تبخرت منذ زمن فى مراحل بعيدة و مستويات مختلفة.
أعطت هذه الصور أملا أكبر للجميع بأن هناك فرصة أكبر بوجود مياه على سطح كوكب المريخ كما أعتقد العلماء و الجميع من قبل.
(صور تبين بشكل واضح مدى وجود أثار المهر و عمقه)
صورة حقيقية لنهر ريو تينتو، الذي يقع في مدينة اسبانيا. بسبب ألوانه المذهلة يبدو كأنه من كوكب المريخ 
لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا
هذا العنوان كلمة مأثورة عن الإمام علي كرم الله وجهه. وأُختها كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهورة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!".
أولئك الأحرارُ العظماءُ رُبُّوا على إباء الضيم، ولا يعرفون غير الله ربّا. لا جرم أن داسوا الطاغوتَ تحت الأقدام. وتتحدث إلينا تلك الأصواتُ المُنَعَّمَةُ في رضى الله عز وجل ونحن اليوم قطيعٌ ترعاه الذئاب. لو كنا أسودا لما قبِلْنَا بغير الحرية بديلا. لكنَّ طباع النعاجفينا، وبلادتها، وخضوعها، أهَّلَتْنَا أن نُخَوَّفَ بالعصا فنخافَ، وأن نُقادَ فننقادَ، لا نَسْألُ عن الوِجهة والهدفِ، وأن تُجَزَّ أصوافُنا، وتُجْزَرَ ذواتُنا. 
الفردُ منا عبدُ شهوته، فهذه أصلُ العبوديات لغير الله. ومن هذا الأصل يُمْسَكُ الفردُ، يمسكه الشيطانُ ذئبُ الإنسان، ويمسكه الطمعُ، ويمسكه الخوفُ، فيخضع للمال وإغرائه، والجاهِ وسلطانه، والحاكم واستبداده، والمجتمعِ وتقاليده،والفكرالسائد واستطالته. يُنسيه الطمعُ في المنصب كرامتَهالآدمية،ويبيع دينه بالأبيض والأصفر،ويستسلم للتهديد، قَشَّةٌ من غُثاء. 
والمجتمع عندنا عبْدٌ بعضُه لبعض. المعروف ما عرَّفَه سيف الحاكم، وسلطانُ الطبقة المتسلطة، وما عرفته الأعرافُ الحضاريَّة. عند قوم تراثٌ وقومية، وعند قوم قومية واشتراكية. تبعية هناك وتقليد، وتبعية هنا. والمنكرُ ما تجيء به أنت مخالفا للتيار السائد. إن كنت مسلما فالمقلدون لا يَرَوْنَكَ إلا من الخوارج إن لم تشاركهم الثُّغَاءَ في قطيع الحاكم. وإن كنت ثوريا تبشر بإسلام المستضعفين فالتقدميون، الملحدون منهم والمنافقون والمُغَرَّرون، لا يرونك إلا دخيلا ملَفِّقاً.
الفكرُ الحرُّ مكبوتٌ إلا إن اكتسبَ الحُرمةمن إعلانولائِهِ للحضارة السيدة، وإرادةُ الأمة مصادَرَةٌ، والإنسان عبدُ الإنسان.
وغداً في دولة القرآن، يواجه جندُ الله الأحرارُ مهمةَ صياغَةِ الشخصيةِ الأبِيَّة وتربيتها التي لا يُجْدي فيها مجرد الإخبار بأن الله خلقك حرا، ولا يجدي فيها الاستفهام الإنكاريُّ الذي ورد في قولة الفاروق رضي الله عنه. عاش الفاروق عمر وسيدُ الرجال عليُّ بين أحرار، فلما طال بهما العهدُ حتى رَأيَا من يتعبد لغير الله، ومن يستعبِدُ غيرَه، أنكرا. وعلى جند الله أن يُعَلِّمُوا الناس حقهم الشرعيَّ الإلهي في الإنسانية والكرامة وإباء الضيم، ويُربوهم على ذلك حتى يروا ذلك معروفا وغيره منكرا. وإنها لصياغةٌ كليةٌ للشخصية الإسلامية بواسطة التهجير من نفسية البوار، وذهنية البوار، إلى حب الله ورسوله، وحب الموت في سبيله، والوقوف مع الحق ضد الباطل، مهما كان للباطل من بأس يُخْشَى، وسطوة تُهدِّدُ. ما هذه الحرية تحفةٌ تهدى، ولا نومةٌ حتى الضحى. يرحم الله أحمد شوقي قال:
وللحرية الحمراء باب    بكل يد مضرجة تُدَق
أستغفر الله العظيم. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "ما ترك قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل".
بُناةٌ خبراء







نريد أجيالا حاملةَ رسالة، تتضلَّع من علوم القرآن والسنة وأحكام الشريعة على كل المستويات. ثم تستطيع أن تخدُمَ تلك الأهدافَ التي حددها القرآن، وعلَّمَتْها السنةُ، وحددتها أحكامُ الشريعة، بأحدث خبرة وأعلاها وصل إليها الإنسان. ليكن أعدى أعدائِنا في هذا المجال المثقفُ الحالمُ الماديُّ رقيق الدين الفيلسوف الطفيليُّ العقيمُ. قال العلامة ابن خلدون رحمه الله يصف ابتعاد النُّظار (وهم المثقفون الماديون خاصة) عن الواقع، وعجزهم عن التأثير العمليِّ فيه: "فهم متعوِّدون في سائر أنظارهم الأمورَ الذهنيةَ، والأنظارَ الفكريَّةَ، لا يعرفون سِواها. والسياسةُ يحتاجُ صاحبُها إلى مراعاة ما في الخارج وما يَلْحقها من الأحوال(...). والعامي السليمُ الطبع المتوسطُ الكَيْسِ لقصور فكره عن ذلك، وعدم اعتيادِه إياه، يقتصر لكل مادة على حكمها(...)، ولا يفارق في أكثر نظره الموادَّ المحسوسة، ولا يجاوزُها في ذهنه، كالسابِح لا يفارق البَرَّ عند الموج". كان المثقفون الماديون الشاكون منهم والملحدون ماضِغو الكلام آفة على عهد ابن خلدون رحمه الله ولا يزالون آفة كل عصر.
لا نريد معاملَ تفريخِ تخَرِّجُ خبراءَ في اللفظ والحذلقة، بل نريد تلامذة،وطلبة،ومدارسَ،ومعاهدَ،مجندةلخدمةالغايةالإيمانية الإحسانية، ولتحقيق الأهداف العملية الإنجازية لدولة الإسلام المجاهدة وسط عالم مترصد مليء بالتحديات. في معامل التفريخ التي نرِثُها عن أنظمةِ الفتنة روحُ التمرد على القيم، وأخلاقُ العِصَابَةِ المُخَرِّبة، وأفكارُ الامتساخ الثقافي. وفي المدرسة الإسلامية نريد النظام، والاستقرار، والمسؤولية، والخبرة البناءة، بقيادة القرآن وأهل القرآن.
من أهم مشاكل بناء الأمة من جديد مشكلُ اقتباس العلوم الصناعية والفنون الاختراعية، ثم إدخالُها في الإسلام، وتسخيرُها لغايتنا وأهدافنا، ثم توطينُها في بلادنا، وعند أولي العلم منا حتى تصبحَ لنا مِلْكا مستقلا، حيّا متطورا، بحيث ننافِسُ في ميادين الصناعة، وتطوير الوسائل، ما ينتجه اليومَ وغدا خصومُ الإسلام وأعداؤه من وسائل السّلم والحرب. لا نَفْصِلُ الخبرَة العمليَّةَ وأهدافَها الماديَّةَ عن غاية الإيمان والإحسان. لا نُنْتِجُ للاستهلاك الدوابيِّ بل للكفاية والكرامة الإنسانية، لا نصنَع أسلحة للتخريب والعدوان، بل لصد المخربين والمعتدين.
كانت العلوم الكونيةُ التي احتضنها المسلمون وطوروها طيلة قرون تخدم أهدافَها بمهارة شهد بها التاريخ. فلما دخل الوهْن أنفُسنا كسَدَتْ سوقُ العلوم النقْلية والعقلية في أرضنا.بدأ تراجُعُنا الفكريُّ بتراجعنا عن الغاية. وفي غد دولة القرآن القريب بحول الله إن حيِيَتْ الغايةُ في قلوبنا، فلن تقفَ مشاكلُ الوسائل عقبةً لا تُقْتَحَمُ أمامَ عزائم الرجال.إن نحن ربطنا في تربيتهم علومَ الوسائل بعلم القرآن وبواعثِ الإيمان. إن شاء الله الحكيم العليم.
التكنولوجيا في يد الكفار سكنَتْها روحُ الكفر. نسترجعها إن شاء الله من خِلالِ معاركِ العلم، ونطرد منها شيطانَ الجاهلية، وننفخ فيها روح الإيمان. آياتُ الله في الكون موضوعة لنا، مسخرةٌ لنا، إن نحن تعلمنا أسرارَها ونواميسَها. فإن قلَّبْنَا نظر القلب في آيات الله المنـزلة المتلوة بنيةجديدة،فسيُحْدِثُ الله العليالعظيملنامنفضلهذكاء جديدا، وعزما جديدا، لنستعيدَ بهما ما خرج من أيدينا من هذه العلوم الكونية. وما يكون ذلك إلا بالخضوع لنواميس الله في الكون، وبالمنهاج العلمي التجريبي، وباتخاذ الأسباب واحترامها، فهي من وضع الله عز وجل.

بُناةٌ خبراء - إمامة الأمة - موقع الأستاذ عبد السلام ياسين

الاثنين، 3 يونيو 2013


ظاهرة الاحتباس الحراري .. تعريفها وأسبابها

أبتكر مصطلح "الاحتباس الحراري" العالم الكيماوي السويدي،سفانتى أرينيوس، عام1896م، وقد أطلق أرينيوس نظرية أن الوقود الحفري المحترق سيزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وأنه سيؤدي إلى زيادة درجات حرارة الأرض.ولقد استنتج أنه في حالة تضاعف تركزات ثاني أكسيد الكربون فـي الغلاف الجوي فأننا سنشـهد ارتفاعا بمعدل 4 إلى 5 درجة سلسيوس في درجة حرارة الكرة الأرضية،ويقترب ذلك على نـحو مـلفت للنظر من توقعـات اليوم.
ومن المعروف أن آثر الاحتباس الحراري ولملايين السنين قد دعم الحياة على هذا الكوكب. وفي مثل ما يحدث في درجة البيت الزجاجي فإن أشعة الشمس تتغلغل وتسخن الداخل إلا أن الزجاج يمنعها من الرجوع إلى الهواء المعتدل البرودة في الخارج. والنتيجة أن درجة الحرارة في البيت الزجاجي هي أكبر من درجات الحرارة الخارجية.كذلك الأمر بالنسبة لأثر الاحتباس الحراري فهو يجعل درجة حرارة كوكبنا أكبر من درجة حرارة الفضاء الخارجي. ومن المعروف كذلك أن كميات صغيرة من غازات الاحترار المتواجدة في الجو تلتقط حرارة الشمس لتسخن الأراضي والهواء والمياه مما يبعث الحياة على الأرض.

ما هي ظاهرة الإحتباس الحراري؟
ظاهرة الاحتباس الحراري: هي الارتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجوي المحيط بالأرض. وسبب هذا الارتفاع هو زيادة انبعاث   .green house gases الغازات الدفيئة أو غازات الصوبة الخضراء " ، وأهم هذه الغازات ، الميثان الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية في حقول الأرز وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الكتلة الحيوية (الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات)، كما ينتج من مياه المستنقعات الآسنة. وبالإضافة إلى الميثان هناك غاز أكسيد النيروز (يتكون أيضا من تفاعلات ميكروبية تحدث في المياه والتربة ) ومجموعة غازات الكلوروفلوروكربون (التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون ) وأخيرا غاز الأوزون الذي يتكون في طبقات الجو السفلي.

مفهوم العلماء للاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري: هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. و عن مسببات هذه الظاهرة على المستوى الأرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلا من يقول أن هذه الظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا، وفريق آخر يعزون تلك الظاهرة إلى تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو هي:
أولا: أٍسباب طبيعية وهي:
أ‌-      البراكين           ب- حرائق الغابات                ج- الملوثات العضوية.

ثانيا: أسباب صناعية:
أي ناتجة عن نشاطات الإنسان وخاصة احتراق الوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز طبيعي".

أسباب التغيرات المناخية
أولا: طبيعية:
أ‌-   التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويحدث عبر التاريخ. وهذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ.
ب‌-  الانفجارات البركانية.                 ج- التغير في مكونات الغلاف الجوي.

ثانيا: غير طبيعية:
وهي ناتجة من النشاطات الإنسانية المختلفة مثل:
أ- قطع الأعشاب وإزالة الغابات.          ب- استعمال الإنسان للطاقة.
ج- استعمال الإنسان للوقود الاحفوري "نفط, فحم, غاز" وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ، مما ينجم عنه زيادة درجة حرارة الجو.
في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختلال في مكونات الغلاف الجوي نتيجة النشاطات الإنسانية ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصلات, ومنذ الثورة الصناعية وحتى الآن ونتيجة لاعتمادها على الوقود الاحفوري " فحم، بترول، غاز طبيعي " كمصدر أساسي ورئيس للطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في الصناعات بشكل كبير، أدى ذلك حسب رأي العلماء على زيادة الدفء على سطح الكرة الأرضية وحدوث ما يسمى بـ
 " ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warning " وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة.

الغازات الدفيئة
تعد المركبات الكيميائية التالية أهم غازات الدفيئة وهي:
1- بخار الماء
2- ثاني أكسيد الكربونCO2
3- أكسيد النيتروز (N2O
4-الميثان CH4         
5- الأوزون O3
6- الكلورفلوركربون FCs))

دور الغازات الدفيئة:
الطاقة الحرارية التي تصل الأرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وكذلك تعمل على تبخير المياه وحركة الهواء أفقيا وعموديا؛ وفي الوقت نفسه تفقد الأرض طاقتها الحرارية نتيجة الإشعاع الأرضي الذي ينبعث على شكل إشعاعات طويلة " تحت الحمراء ", بحيث يكون معدل ما تكتسب الأرض من طاقة شمسية مساويا لما تفقده بالإشعاع الأرضي إلى الفضاء. وهذا الاتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة حرارة سطح الأرض عند مقدار معين وهو 15°س .
والغازات الدفيئة " تلعب دورا حيويا ومهما في اعتدال درجة حرارة سطح الأرض " حيث:

-   تمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية وتعكس جزء من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي, وجزء من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. وهذه الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دورا حيويا ورئيسا في تدفئة سطح الأرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض.
-   حيث تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي " أي بحدود 15°س ". ولولا هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18°س تحت الصفر.
مما تقدم ونتيجة النشاطات الإنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نلاحظ الآن: إن زيادة الغازات الدفيئة لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وعند مقدار معين. فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة وتراكم وجودها في الغلاف الجوي يؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح الأرض بالارتفاع.

مؤشرات لبداية حدوث هذه الظاهرة
1-  يحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي 30% عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية.
2-     ان مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
3-     الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية.
4-     أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية  (حسب آخر البيانات الصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية ).
من نجد أن تلك المتغيرات المناخية قد أدت إلى:
أ‌-      ارتفع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي.
ب‌-   ارتفعت درجة الحرارة ما بين 0.4 – 0.8°س خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.

الاحتباس الحراري "يغير العالم فعلا"
من المقرر أن يعلن تقرير للأمم المتحدة أن التغير المناخي يترك بالفعل تأثيرات ضخمة على طبيعة العالم وبيئته.
ويعتقد تقرير منتدى التغير المناخي الخاص بالتنسيق ما بين الحكومات، إن ثمة تأثيرا يمكن ملاحظته على المجتمعات البشرية، وإن كان التأثير على البشر أقل وضوحا من التأثير على الطبيعة.
وتحذر مسودة التقرير التي اطلعت عليها بي بي سي من الصعوبات التي ستواجه المجتمعات البشرية في التكيف مع كافة التغيرات المناخية المحتملة.
وسيتضمن التقرير إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات عام 1990 سيجعل نحو ثلث الأنواع الحيوانية والنباتية معرضة لخطر الانقراض.
ويضيف أن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه، ويرجع ذلك بالأساس إلى ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة.
ومن المتوقع أن يؤدي تنازع الأطراف المختلفة حول صياغة التقرير قبل صدوره في مدى قطعية اللغة التي سيصدر بها، وإن لم يؤثر في توجهه العام.
ويعقد علماء ومسؤولون بحكومات الدول مفاوضات مكثفة في بروكسل قبل صدور التقرير.
ويستجوب مسؤولون من الولايات المتحدة، والصين والهند العلماء حول صياغة التقرير الذي قد يحذر من "آثار مدمرة" على ملايين الأشخاص" خاصة في البقاع الأفقر من العالم.
ويعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تبثها صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب.
ويشمل التقرير أكثر من 29 ألفا من البيانات العلمية حول أشكال التغير في المناحي الفيزيائية والبيولوجية من العالم الطبيعي.
ويقول التقرير إن 85% من تلك البيانات تشير إلى ارتفاع حرارة الكوكب.

دراسات عن ظاهرة الإحتباس الحراري. 
أفادت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهيرة ساينس  SCIENCE  ، ان ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تعاني منها الأرض ستزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال  هذه الأمراض إلى البشر .
يقول العالم (( درو هارفيل )) من جامعة ( كورنل ) ورئيس فريق البحث العلمي (( إن ما يثير الدهشة والاستغراب إن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات ، وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات ، منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر )) .
لقد كرس الباحثون دراستهم طوال سنتين حول العلاقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الأمراض ، مع دراسة عوامل نشر بعض الأمراض مثل القوارض والبعوض والذباب ، وقد وجد انه مع ارتفاع درجة الحرارة ، يزداد نشاط ناقلات الأمراض   - حشرات وقوارض  – فتصيب عدد أكبر من البشر والحيوانات ، وقد وجد أن فصول الشتاء المتعاقبة والمعتدلة حراريا فقدت دورها الطبيعي  في الحد من مجموعة الجراثيم والفيروسات وناقلات المرض ، كذلك فقد لوحظ أن فصول الصيف في العقد الأخير من القرن الماضي زادت حرارة وطولا ، مما زاد من المدة التي يمكن للأمراض أن تنتقل خلالها إلى الأجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصا في البحار والمحيطات .
يقول الباحث (( ريتشارد اوستفيلد )) من معهد دراسة الأنظمة البيئية في نيويورك (( أن المسألة لا تقتصر على مشكلة مرجان أبيض وفقد لونه كما يقول حماة البيئة ، أو بعض حالات الملاريا المتفرقة التي يمكن السيطرة عليها ، الأمر له أوجه كثيرة ومتفرقة ونحن قلقون )) .
لقد تناولت الدراسة حياة الكثير من الطيور والحيوانات التي تأثرت بفعل ارتفاع الحرارة ، ويذكر الباحثون على سبيل المثال طيور ( الأكيبا ) في هاواي ، حيث تعيش هذه الطيور على ارتفاع يبلغ 700  متر في جبال جزيرة ( ماوي ) ، محتمية بالبرودة على هذا الارتفاع من البعوض والحشرات التي تدمر حياتها ، غير إن ارتفاع الحرارة جعل البعوض يصل إلى مثل هذا الارتفاع جالبا معه جراثيم الملاريا التي أصابت أعـداد   كبيرة من هذه الطيور وفتكت بها ولم تترك منها إلا عددا ضئيلا .
                               
الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي
أدركت دول العالم أهمية التعاون فيما بينها من أجل مكافحة التغير المناخي وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة تحد من انبعاث الغازات الدفيئة.وقد عقدت في سبيل ذلك عددا من المؤتمرات الدولية كان آخرها مؤتمر كييتو الذي عقد في اليابان في عام 1997.وقد كان مؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في جينيف في الفترة من 29 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1990،دق ناقوس الخطر منذراً بالعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع. وقد عقد ذلك المؤتمر برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، ومنظمة اليونسكو ، وغيرها من المنظمات الدولية، وشارك فيه أكثر من 700 عالم من 100 بلد. وقد جاء البيان العلمي والفني الصادر عن ذلك المؤتمر أن "معدل الزيادة المتوقعة لدرجة الحرارة خلال القرن القادم-إذا لم يتم الحد من الزيادة المطردة للغازات الدفيئة ستكون زيادة غير مسبوقة،ولم يحدث لها نظير خلال العشرة آلاف سنة السابقة، وأنها ستؤدي إلى تغيرات في المناخ تشكل تهديدا بيئيا خطيرا يمكن أن يعرض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثير من مناطق العالم للخطر.بل يمكن أن يهدد البقاء في بعض الجزر الصغيرة كجزر المالديف وغيرها،وفي المناطق الساحلية المنخفضة،والمناطق القاحلة وشبه القاحلة".
ولان دول العالم  كانت تدرك منذ ذلك الوقت، إن مكافحة من ظاهرة التغير المناخي تتطلب جهداً كبيراً ونفقات باهظة، للحد من انبعاث الغازات الدفيئة، وأن ذلك يتطلب نفقات باهظة لتطوير التكنولوجيا الحديثة لاستغلال الطاقة، أو إيجاد تكنولوجيا بديلة تكون أقل تلويثا للبيئة،فإن المؤتمر الدولي للأرض الذي عقد في مدينة ريوديجانيرو عام 1995 ، وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول،قد دعي مختلف الدول خاصة الدول الصناعية لإلى خفض انبعاث الغازات الدفيئة،إلا أنه قد جعل تنفيذ الدول لتلك التوصيات اختياريا ولهذا معظم الدول لم تنفذ تلك التوصية ولم تخفض الدول الصناعية نسبة انبعاث الغازات الدفيئة،مما أدى استفحال الأمر ،وأصبح يهدد بخطر جسيم،ولذا،فقد تداعت160 دولة إلى مؤتمر كييتو الذي عقد في ديسمبر عام 1997 في اليابان،لاتخاذ خطوات جادة ، والاتفاق على إجراءات إلزامية تتقيد بموجبها مختلف دول العالم بخفض انبعاث الغازات الدفيئة بنسب محددة.وقد تم الاتفاق خلال ذلك المؤتمر على أن تقوم الولايات المتحدة بخفض انبعاث الغازات الدفيئة التي تصدر عنها بنسبة7%،واليابان بنسبة 6%،ودول الإتحاد الأوروبي بنسبة 8% كما تم الاتفاق على عدد من الإجراءات التنفيذية الخاصة بخفض انبعاث الغازات في العالم بنسبة متوسطها 5% ، وذلك مقارنة بنسبة انبعاث تلك الغازات عام 1990، على أن يتم الخفض خلال الفترة 2008-2012 م .
ومما لاشك فيه أن خفض نسبة الغازات الدفيئة يمكن إن يتم بوسائل متعددة منها استخدام مصادر بديلة للطاقة لا تلوث البيئة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.والحد من استخدام وسائل النقل الخاصة والاعتماد بشكل متزايد على وسائل النقل العام وتطوير السيارات التي تسير على الطاقة الكهربائية ، وغيـــرها.

المراجع والمصادر

دلمولينو،ألكسندر.وآخرون(2006).الإنسان والبيئة.بيروت:دار عويدات للنشر والطباعة.
عبد العزيز،فتحي عبدا لله أبورضى(2006)،الأصول العامة في الجغرافية المناخية،مصر، دار المعرفة الجامعية،(ص299).
عبد الله.عيسى محمد التوبي.مقابلة شخصية.20 أكتوبر 2008م.
الموسى، جمال (2007) ، الاحتباس الحراريGlobal warming / دائرة الأرصاد الجوية .
http://www.hamama.ca/vb1/showthread.php.December 20, 2008.
منظمة الأرصاد الجوية العالمية:البيان العلمي والفني لمؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في مدينة جنيف في الفترة 29/10-7/11/1990(جنيف، 1990، بيان غير منشور)
بلاك، ريتشارد (2007) ، الاحتباس الحراري "يغير العالم فعلا" .
سيف (2009).بوادر مشجعة لوقف تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.مجلة ساينس العلمية.15/إبريل/2009م.
www.genstra.com
أ.د.شحاذة ،نعمان،(1998م)،علم المناخ المعاصر،دبي ،دار القلم للنشر والتوزيع (ص216-217).