بُناةٌ خبراء
نريد أجيالا حاملةَ رسالة، تتضلَّع من علوم القرآن والسنة وأحكام الشريعة على كل المستويات. ثم تستطيع أن تخدُمَ تلك الأهدافَ التي حددها القرآن، وعلَّمَتْها السنةُ، وحددتها أحكامُ الشريعة، بأحدث خبرة وأعلاها وصل إليها الإنسان. ليكن أعدى أعدائِنا في هذا المجال المثقفُ الحالمُ الماديُّ رقيق الدين الفيلسوف الطفيليُّ العقيمُ. قال العلامة ابن خلدون رحمه الله يصف ابتعاد النُّظار (وهم المثقفون الماديون خاصة) عن الواقع، وعجزهم عن التأثير العمليِّ فيه: "فهم متعوِّدون في سائر أنظارهم الأمورَ الذهنيةَ، والأنظارَ الفكريَّةَ، لا يعرفون سِواها. والسياسةُ يحتاجُ صاحبُها إلى مراعاة ما في الخارج وما يَلْحقها من الأحوال(...). والعامي السليمُ الطبع المتوسطُ الكَيْسِ لقصور فكره عن ذلك، وعدم اعتيادِه إياه، يقتصر لكل مادة على حكمها(...)، ولا يفارق في أكثر نظره الموادَّ المحسوسة، ولا يجاوزُها في ذهنه، كالسابِح لا يفارق البَرَّ عند الموج". كان المثقفون الماديون الشاكون منهم والملحدون ماضِغو الكلام آفة على عهد ابن خلدون رحمه الله ولا يزالون آفة كل عصر.
لا نريد معاملَ تفريخِ تخَرِّجُ خبراءَ في اللفظ والحذلقة، بل نريد تلامذة،وطلبة،ومدارسَ،ومعاهدَ،مجندةلخدمةالغايةالإيمانية الإحسانية، ولتحقيق الأهداف العملية الإنجازية لدولة الإسلام المجاهدة وسط عالم مترصد مليء بالتحديات. في معامل التفريخ التي نرِثُها عن أنظمةِ الفتنة روحُ التمرد على القيم، وأخلاقُ العِصَابَةِ المُخَرِّبة، وأفكارُ الامتساخ الثقافي. وفي المدرسة الإسلامية نريد النظام، والاستقرار، والمسؤولية، والخبرة البناءة، بقيادة القرآن وأهل القرآن.
من أهم مشاكل بناء الأمة من جديد مشكلُ اقتباس العلوم الصناعية والفنون الاختراعية، ثم إدخالُها في الإسلام، وتسخيرُها لغايتنا وأهدافنا، ثم توطينُها في بلادنا، وعند أولي العلم منا حتى تصبحَ لنا مِلْكا مستقلا، حيّا متطورا، بحيث ننافِسُ في ميادين الصناعة، وتطوير الوسائل، ما ينتجه اليومَ وغدا خصومُ الإسلام وأعداؤه من وسائل السّلم والحرب. لا نَفْصِلُ الخبرَة العمليَّةَ وأهدافَها الماديَّةَ عن غاية الإيمان والإحسان. لا نُنْتِجُ للاستهلاك الدوابيِّ بل للكفاية والكرامة الإنسانية، لا نصنَع أسلحة للتخريب والعدوان، بل لصد المخربين والمعتدين.
كانت العلوم الكونيةُ التي احتضنها المسلمون وطوروها طيلة قرون تخدم أهدافَها بمهارة شهد بها التاريخ. فلما دخل الوهْن أنفُسنا كسَدَتْ سوقُ العلوم النقْلية والعقلية في أرضنا.بدأ تراجُعُنا الفكريُّ بتراجعنا عن الغاية. وفي غد دولة القرآن القريب بحول الله إن حيِيَتْ الغايةُ في قلوبنا، فلن تقفَ مشاكلُ الوسائل عقبةً لا تُقْتَحَمُ أمامَ عزائم الرجال.إن نحن ربطنا في تربيتهم علومَ الوسائل بعلم القرآن وبواعثِ الإيمان. إن شاء الله الحكيم العليم.
التكنولوجيا في يد الكفار سكنَتْها روحُ الكفر. نسترجعها إن شاء الله من خِلالِ معاركِ العلم، ونطرد منها شيطانَ الجاهلية، وننفخ فيها روح الإيمان. آياتُ الله في الكون موضوعة لنا، مسخرةٌ لنا، إن نحن تعلمنا أسرارَها ونواميسَها. فإن قلَّبْنَا نظر القلب في آيات الله المنـزلة المتلوة بنيةجديدة،فسيُحْدِثُ الله العليالعظيملنامنفضلهذكاء جديدا، وعزما جديدا، لنستعيدَ بهما ما خرج من أيدينا من هذه العلوم الكونية. وما يكون ذلك إلا بالخضوع لنواميس الله في الكون، وبالمنهاج العلمي التجريبي، وباتخاذ الأسباب واحترامها، فهي من وضع الله عز وجل.
لا نريد معاملَ تفريخِ تخَرِّجُ خبراءَ في اللفظ والحذلقة، بل نريد تلامذة،وطلبة،ومدارسَ،ومعاهدَ،مجندةلخدمةالغايةالإيمانية الإحسانية، ولتحقيق الأهداف العملية الإنجازية لدولة الإسلام المجاهدة وسط عالم مترصد مليء بالتحديات. في معامل التفريخ التي نرِثُها عن أنظمةِ الفتنة روحُ التمرد على القيم، وأخلاقُ العِصَابَةِ المُخَرِّبة، وأفكارُ الامتساخ الثقافي. وفي المدرسة الإسلامية نريد النظام، والاستقرار، والمسؤولية، والخبرة البناءة، بقيادة القرآن وأهل القرآن.
من أهم مشاكل بناء الأمة من جديد مشكلُ اقتباس العلوم الصناعية والفنون الاختراعية، ثم إدخالُها في الإسلام، وتسخيرُها لغايتنا وأهدافنا، ثم توطينُها في بلادنا، وعند أولي العلم منا حتى تصبحَ لنا مِلْكا مستقلا، حيّا متطورا، بحيث ننافِسُ في ميادين الصناعة، وتطوير الوسائل، ما ينتجه اليومَ وغدا خصومُ الإسلام وأعداؤه من وسائل السّلم والحرب. لا نَفْصِلُ الخبرَة العمليَّةَ وأهدافَها الماديَّةَ عن غاية الإيمان والإحسان. لا نُنْتِجُ للاستهلاك الدوابيِّ بل للكفاية والكرامة الإنسانية، لا نصنَع أسلحة للتخريب والعدوان، بل لصد المخربين والمعتدين.
كانت العلوم الكونيةُ التي احتضنها المسلمون وطوروها طيلة قرون تخدم أهدافَها بمهارة شهد بها التاريخ. فلما دخل الوهْن أنفُسنا كسَدَتْ سوقُ العلوم النقْلية والعقلية في أرضنا.بدأ تراجُعُنا الفكريُّ بتراجعنا عن الغاية. وفي غد دولة القرآن القريب بحول الله إن حيِيَتْ الغايةُ في قلوبنا، فلن تقفَ مشاكلُ الوسائل عقبةً لا تُقْتَحَمُ أمامَ عزائم الرجال.إن نحن ربطنا في تربيتهم علومَ الوسائل بعلم القرآن وبواعثِ الإيمان. إن شاء الله الحكيم العليم.
التكنولوجيا في يد الكفار سكنَتْها روحُ الكفر. نسترجعها إن شاء الله من خِلالِ معاركِ العلم، ونطرد منها شيطانَ الجاهلية، وننفخ فيها روح الإيمان. آياتُ الله في الكون موضوعة لنا، مسخرةٌ لنا، إن نحن تعلمنا أسرارَها ونواميسَها. فإن قلَّبْنَا نظر القلب في آيات الله المنـزلة المتلوة بنيةجديدة،فسيُحْدِثُ الله العليالعظيملنامنفضلهذكاء جديدا، وعزما جديدا، لنستعيدَ بهما ما خرج من أيدينا من هذه العلوم الكونية. وما يكون ذلك إلا بالخضوع لنواميس الله في الكون، وبالمنهاج العلمي التجريبي، وباتخاذ الأسباب واحترامها، فهي من وضع الله عز وجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق